اسمه وكنيته هو أبو الجاز خوجلي بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد (أبو ملاح)
ألقابه :ـ اشتهر بألقاب منها ود (أبو ملاح) و(الحاج خوجلي) (وشيخ الإسلام ) (والشيخ خوجلي )
والداه:ـ والده عبد الرحمن بن إبراهيم ووالدته ضوّة بنت خوجلي
نسبه:ـ قال في الطبقات ما نصه
...أبوه عبد الرحمن محسي كباني , وأمه محسية مشيرفية ...)
وعلى ذلك يكون الشيخ خوجلي محسيّا أبا وأما.
آباؤه وأجداده:ـ
أبوه عبد الرحمن :-
كان أبوه عبد الرحمن من العلماء الفقهاء النبهاء , وقد شهد له بذلك شيخه الشيخ علي الأجهوري حيث قال في إجازته له ما نصه
...وحضر قراءتي في مختصر العلامة خليل في فقه المالكية ... قراءة بحث وتحقيق دلّت على نباهته وفقهه بالكتاب المذكور... )
وكان قد حرر له هذه الأجازة العلمية في عام
( 1030هـ).
وقد ولد الشيخ عبد الرحمن (بدبّة عنتار) في المكان الذي توجد به الآن مقابر الكريدة شرقي الدبّة حسب ماعلمناه من بعض الشيوخ .
أما مدفنه فهو في مقبرة (الزّرّّّّوقاب) , وهي مقبرة قديمة تقع في الجهة الجنوبية الغربية من شمبات .وقد كان قبره فيها ظاهرا يزار كما حكي لنا بعض أهلنا من السلف , ولكنه الآن غير معروف بالتحديد ألا أنه يقع في الجهة الشمالية الغربية من المقبرة , ويعود ضياعه بالطبع الى عدم وضوع شاهد أو قبّة صغيرة عليه.
جده إبراهيم :ـكان جدّه إبراهيم عالما , وهو من تلامذة أولاد جابر , حيث أخذ العلم من الشيخ محمد بن إبراهيم البولاد .
وقبره الآن معروف كان قد دلّنا عليه بعض المشايخ ,وعليه الآن سياج مكتوب اسمه وشئ من تاريخ حياته. وهو يقع في المقبرة التي تقع الى الشرق من حلّة (الخليلة).
جدّه محمد (أبو ملاح):ـ لا يعرف قبره على سبيل التحديد الا أنه موجود في المقبرة المذكورة (الكريدة) مع بقية نسله من أولاد (أبو ملاح) .
وقد كني بهذا لكرمه وجوده وانفاقه على الفقراء , فقد قيل انه كان يعول جملة من قراباته من النساء وينفق عليهن .
ذريته وأملاكهم:ـ
له من الأولاد الذكور تسعة أبناء من أمهات مختلفات , وهم:أحمد, محمد, طه, ابراهيم , سراج النور, محمد نور, الأمين , يس, عبد الرحمن. كما له ايضا عدد من الذرية الأناث من أمهات مختلفات أيضا.
وكل الذكور ـ ماعدا محمد نور ـ مدفونون الى جواره تحت القبة , الا أن قبورهم لا تعرف على سبيل التحديد ماعدا ابنه الأكبر وخليفته ,فهو مدفون الى جواره مباشرة وهؤلاء المذكورون ـ ذكورا واناثا ـ هم الذين تكونت منهم قبيلة الخوجلاب الموجودة الآن ويوجد من نسل كل منهم عدد من الأبناء على تفاوت في العدد وكذلك له ذريّة منتشرة ـ الى جانب قرية الخوجلاب ـ في مناطق كثيرة في السودان أشهرها ولاية الجزيرة ـ وخارج السودان مثل نيجريا وبعض بلاد الشام وغيرها على تفاوت في العدد أيضا.
والأن نخص بعضهم بترجمة مختصرة لبعض الأسباب التي تقتضي ذلك .
أبنه أحمد:ـهو أكبر أبنائه وخليفته الذي تولّى الخلافة بعده بأمر وبأذن منه خلاف بقية الخلفاء , وهو مدفون الى جواره في قبر واحد وقد وصفه مؤلف الطبقات بالفقيه , وبأنه كان عبدا صالحا قام مقام أبيه في كل صفاته.
أبنه عبد الرحمن :ـترجم له ـ دون سواه من الأبناء ـ صاحب الطبقات , ذلك أنه تميّزبصفات هي :أنه جمع بين العلم والعمل , كما أتصف بالورع والزهد والانقطاع الى الله تعالى.
طه:ـهو أبنه الذي تسلسل في نسله وأستقر فيهم ببيت الخلافة وآخر خليفة له الأن ـ أطال الله بقاؤه ـ هو خليفته الثاني الخليفة (مصطفى) بن الخليفة أحمد بن الخليفة الأمين بن الخليفة محمد بن الخليفة الأمين بن الخليفة طه بن الشيخ خوجلي.
أبنه أبراهيم:ـهو أحد أبنائه الذين سكنوا في المنطقة التي تقع الى الشمال من الخرطوم بحري, والتي مكانها قرية الخوجلاب الأن , وكان يطلق عليها سابقا (حلة ابراهيم) وهذا الأسم موجود في السجلات الرسمية الحكومية الى الأن.
وكان له أملاك وأتباع ومريدون وخلاوى للقرآن . ولما مات نقل جثمانه ودفن الى جوار والده تحت القبة.
أبنه محمد نور:ـكان سائحاً, تجوّل في بلاد كثيرة منها نيجريا حيث ترك فيها ذرية هي موجودة الى الآن. وقد انتهى تجواله بمدينة (السويس) في جمهورية مصر, التي ربما انتقل إليها من الحجاز عن طريق البحر بعد أن أدّى فريضة الحج وزار الرسول الكريم (ص) وله في مدينة السويس مسجد مشهور يوجد به قبره, وقد اشتهر لدى المصريين بلقب الشيخ (الغريب) لوفوده من خارج بلادهم , وله كرامات يرويها بعضهم ممن عاصرناهم بمصر في فترة تلقينا العلم هناك.وهو أيضا يعرف بلقب (راجل سويس) عند أهل السودان لما سمعنا ذلك من سلفنا.
أملاكهم:ـ
لأبناء الشيخ خوجلي أملاك وأراضي واسعة حول القبّة, والى الشرق منها , والى الشمال من مدينة الخرطوم بحري لما ذكره المؤرخ د.أبو سليم في كتابه (تاريخ الخرطوم) فليرجع إليه القارئ ص(173).
ميلاده وإقامته:ـولد الشيخ خوجلي بجزيرة توتي عام 1055هـ وأقام بها ـ عدا فترة ذهابه للحجاز ـ طوال حياته الى أن توفّى بها وله فيها الى الآن خلوة معروفة بجوار المسجد تحوي بعض آثاره ومخلّفاته.
علمه وعقيدته وسلوكه:ـ
قرأـ ككل علماء ومتصوّفة زمنه ـ فقه المالكية , وكان ذلك على يد الشيخ الزين ود صغيرون , حيث قرأ عليه ( مختصر خليل ) .كذلك أخذ علم العقائد (التوحيد) على يد الشيخ أرباب العقائد بدأ بعد ذلك في سلوك طريق القوم (الصوفية). ليقيم تصوّفه على أساس متين من المعرفة ـ فسلك طريق السادة القادرية على يد شيخه الشيخ الورع (أحمد التنبكتي )كما ذكر هو في معرفة نص (السّند) الذي جاء عنه , والذي يقول في بدايته ((أنا الفقير خوجلي و قد تلقّيت الطريقة من الشيخ أحمد الفلاني التنبكتاوي , وكان التلقين بالمدينة المشرّفة...)).والى جانب سلوكه طريق القادرية فقط سلك أيضا طريق الشاذلية ،وبذلك يكون أول من سلك طريقين في وقت واحد على غير عرف الصوفية في توحيد الطريق ،ولعل سبب ذلك أن الشيخ خوجلي قد بلغ درجة عالية من المعرفة والتصوف فما أهله لذلك ومهد الطريق لإذن شيخه له في ذلك ،وذلك جائز عندهم ،وبالجملة فقد جمع الشيخ خوجلي بين الفقه والتوحيد والتصوف وبرز فيها جميعها ،وذلك هو غاية ومقصود الشرع الحنيف قال ابن عاشر
في عقد الأشعري وفقه مالك
وفي طريقة الجنيد السالك
وكان قبل ذلك قد بدأ قراءة وحفظ القرآن على يد والده ثم بعد ذلك انخرط في خلوة عائشة بنت ود قدّال (عائشة الفقيرية )
عبادته :ـ تتمثل عبادته في تمسكه بالكتاب والسنة والمواظبة على صلاة الجماعة مع أمر تلاميذه بالمواظبة عليها والمواظبة على الأذكار والرواتب دبر الصلوات كما اشتملت تتمثل في المداومة على قراءة أحزاب الشاذلي يمثل حزب البر وحزب البحر وحزب النصر وغير ذلك من أحزاب الشاذلي الكثيرة وكما سبق القول فإن أصل وأساس طريقه هو الطريقة القادرية ولكن سلوكه العملي وعبادته كان على طريقة الشاذلية وهذا ما عناه مادحه بقوله
أنا قادِرِيُ السلكِ والذكرُ منهجي
وزورق في عوني وأخلاقي شاذلى
[/justify]